لم تكن تراها وهي لا زالت شابة يعمي عينها حماس الشباب عن الكثير من الأمور، ولذلك يعتبر سن الثلاثين هو بداية عمر المرأة الحقيقي، ويكون كل العمر السابق الذي عاشته بمثابة (بروفة)، او تجربة حتى تستطيع ان تعيش حياتها الحقيقة الصادقة عندما تدخل أعتاب سن الثلاثين .
تتبدل امور كثيرة في حياة المرأة مع بداية سن الثلاثين؛ فالحب في عيون المرأة صاحبة سن الثلاثين ليس هو الحب الذي تراه المرأة الشابة، وما تريده وهي في سن الثلاثين يختلف كليا عن احلامها قبل ذلك، وكأن المرأة تأخذ معها خريطة جديدة لحياتها واحلامها ورغباتها لتعيد كتابة حياتها من جديد في سن الثلاثين .
ولذلك تعرفي على اهم الاشياء التي تدركها المرأة في سن الثلاثين:
1- من اهم الامور التي تدركها المرأة وهي في سن الثلاثين ان ارضاء الناس من دروب المستحيل، وان محاولتها الدائمة لارضاء الناس، والتي عادة تبوء بالفشل لا تضر احدا غيرها، ولذلك فانها في سن الثلاثين تتخلى عن رغبتها في ارضاء الناس، وتدرك ان ارضاء نفسها هو الشيء المهم، والذي يجب ان تسعى اليه في سنوات عمرها المقبلة، كما ترى ان راحتها وارضاء رغباتها وارضاء نفسها هو الأمر الذي كانت تفتقده في عمرها السابق الذي عاشته قبل سن الثلاثين، وكان دخولها لبوابة سن الثلاثين بمثابة دخولها لعالم ارضاء الذات .
2- تتخلى المرأة في سن الثلاثين عن اي اقنعة كانت ترتديها من قبل، وتدرك جيدا في سن الثلاثين ان العفوية والبساطة سر السعادة في هذه الحياة، وانها يجب ان تكون عفوية وعلى سجيتها دون ان تبالي بأحد، وتدرك ان هذه العفوية التي كانت تبغضها في نفسها من قبل، هي الشيء الذي افقد سنوات عمرها السابقة لسن الثلاثين معناها، وتعلن بقوة منذ ان تخطو خطواتها الاولى في سن الثلاثين ان العفوية والبساطة هي شعار حياتها الجديدة .
3- في مراحل الشباب وقبل ان تصل المرأة لسن النضوج، تكون مفتقرة للخبرة، ولذلك تفعل الكثير من الأشياء من باب التجربة، وهذا ما تتخلى عنه عندما يقرع سن الثلاثين الجرس في حياتها؛ فتكون عند بلوغها هذا العمر قد اكتسبت من الحياة الخبرة الكافية، ولذلك تتخلى عن التجربة التي تكون بغرض التجربة والتعلم فقط، وتبدأ في استخدام هذه الخبرة التي اكتسبتها في سنوات عمرها السابقة لسن الثلاثين، ولكن ذلك لا ينفي ان المرأة لم تتخلى عن الرغبة في المغامرة، ولكن في سن الثلاثين يتبدل شكل ومفهوم المغامرة في عينها.
4- الهدوء هو عنوان حياة المرأة في سن الثلاثين، حيث تدرك جديا ان هذا الحماس الأهوج الذي كان يقود حياتها فيما سبق لم يصبح مجد او ذو فائدة في حياتها بعد سن الثلاثين، وتشعر بالرغبة في العيش في هدوء، وتدرك المرأة في هذا السن قيمة الهدوء الذي كانت تبغضه قبل ذلك بشدة .
5- في سن الثلاثين ترى المرأة المشاكل بوجهة نظر مختلفة تماما عن هذه الرؤية التي كانت تتعامل بها مع المشاكل فيما سبق، فتدرك في سن الثلاثين ان الحزن وهذا الجو الدرامي الذي كانت تعيش فيه عندما تواجه مشكلة لن يحل المشاكل، ولن يقدم او يأخر شيء، بل على العكس سوف يؤذي المرأة نفسيا وجسديا، ولذلك تعلم عند دخولها بوابة سن الثلاثين انها قد اطاحت بكل الوان الحزن ارضا، وتدرك جديا ان لكل مشكلة حل، ولذلك لا داعي لاضاعة سنوات العمر المقبلة في الحزن والتفكير في المشاكل .
