بدعـة جديدة.. تسجيلات قرآنية بمؤثرات صوتية!





 


أثارت تسجيلات قرآنية مصاحبة بموسيقى تصويرية ومؤثرات صوتية حالة من الاستياء بين علماء الأزهر، فور انتشارها بالأسواق بتصريح من الأزهر يحمل رقم 99 لسنة 2005، حسبما ذكرت جريدة الأسبوع المصرية.

ونقلا عن الصحيفة، فإن الآيات الكريمة أثناء تلاوتها يصاحبها أصوات رياح وعواصف وأصوات حيوانات ومؤثرات أخري تلقي الرعب في نفوس المستمعين عند تلاوة الآيات التي تتحدث عن العذاب وتنذر الكفار والمشركين بعقاب وعذاب شديد، كذلك الآيات التي تتحدث عن السحر.

بينما تسمع أصوات غدير المياه والعصافيروالبلابل عند تلاوة الآيات التي تتحدث عن الثواب العظيم الذي يناله المؤمنون في نعيم الجنة.

فعلي سبيل المثال عند تلاوة سورة يوسف وحين يقرأ قوله تعالي '' قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين '' فتجد صوت عواء ذئب مصاحبا لهذه الآيات.

وحين يقرأ قوله تعالي ''وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك'' يسمع صوت صرير الباب وهو يغلق ويفتح وهكذا في كافة الآيات المسجلة علي هذه الأسطوانة الممغنطة أو ال C. D وهذه الأسطوانات من إنتاج شركة الراية رمضان غريب للإنتاج والتوزيع ومسجلة بصوت الشيخ وليد أبو زياد الذي يعمل في مجال الإنشاد الديني في محافظة بني سويف.

وفي هذا الشأن، يؤكد الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية أنه استمع إلي هذه التسجيلات التي انتشرت مؤخرا عبر شرائط الكاسيت وال C. D وطالب بمصادرتها من الأسواق، مشيرا إلي أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتم وضع مؤثرات صوتية أو موسيقية تصاحب تلاوة القرآن الكريم، لأن هذا يتنافي مع قوله تعالي '' وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون '' واعتبر أن هذا الفعل يدخل في باب '' البدع والابتداع '' في الدين والقاعدة تقول '' كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار''.

يضيف د .النجار إن الله سبحانه وتعالي لم يطلب منا أن نستمع إلي هذه الموسيقي أو المؤثرات الصوتية أو خلاف ذلك، لكنه سبحانه يطلب منا أن نستمع إلي القرآن الكريم وأن نتدبر معانيه حتي نستفيد من هذه الآيات في حياتنا الدنيا والآخرة، معتبرا أن من شأن هذه المؤثرات أن تقضي علي مفهوم التدبر وتصرف الناس عن الفهم الصحيح للقرآن وآياته العظيمة.

وأشار د. النجار إلي أن مثل هذه التسجيلات لم تعرض علي مجمع البحوث الإسلامية، معتبرا أن ذلك من شأنه أن يفتح الباب لكل من تسول له نفسه أن ينال من هذا الكتاب العظيم الوحيد الذي لم يتعرض للتحريف أو للتشويه طيلة 14 قرنا من الزمان.

الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية يري أنه من المطلوب عند تلاوة القرآن أو سماعه الخشوع التام وذلك لشدة تأثير كلام الله عز وجل في نفوس المستمعين فالاستماع والانصات أمر إلهي ليس لنا الاختيار فيه مصداقا لقوله تبارك وتعالي وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون فاشترط الله تعالي تنزل رحمته عز وجل بالاستماع والإنصات لتدبر معاني الآيات الكريمة علنا نفوز برحمته تبارك وتعالي.

أما ما استجد علينا من أمر هذه التسجيلات الجديدة والغريبة علي مجتمعنا الإسلامي فهو من باب اللغو والبدع إضافة إلي أنه من شأنها انصراف ذهن المستمع ووجدانه وعاطفته إلي هذه المؤثرات دون تحقيق الغرض الأساسي المفترض وقوعه عند سماع القرآن الكريم وهو الخشوع والإنصات.

يضيف د. عثمان: فالقرآن الكريم أعلي وأعظم من أن يستعان بشيء خارجي يقوي من تأثيره في نفس المستمع فهو مؤثر بذاته عظيم التأثير ولا يحتاج إلي الاستعانة بشيء آخر وكأن القرآن الكريم بكل جلالته وعظمته ليس كامل التأثير وهذا محال وحرام.

فالله تبارك وتعالي يصف المؤمنين بقوله: '' والذين إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا'' فمجرد الاستماع بخشوع من شأنه أن يزيد إيمان المؤمنين، كما أن الله سبحانه جعل للقرآن الكريم خصوصية ومرتبة أعلي من الكلام العادي أو أي مؤثرات أخري فجعله ميسرا كي يفهمه من يقرأه أو يسمعه فقال عز وجل ''ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر''.






Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...