دشن عدد من الصحفيين صفحات علي موقع فيسبوك تهاجم فيلم “على واحدة ونص” الذي من المقرر عرضه قريباً في دور العرض، حيث وصلت الدعوات إلى أكثر من 60 حملة دشنها نشطاء وصحفيون، وذلك اعتراضاً على ما جاء في إعلان الفيلم الذي ظهرت من خلاله المطربة سما المصرى في شخصية صحفية تتحول إلي راقصة، واعتبروه إساءة إلي مهنة الصحافة.
وفيما دعا بعضهم إلي مقاضاة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية الذي وافق ومنح تصريح بعرض الفيلم تجارياً، يحاول آخرون تقديم طلب إلي شيوخ الأزهر لإصدار فتوى بمنع عرض الفيلم بدعوى أنه يضم مشاهد جريئة لبطلته ومنتجته المغنية سما المصري ويسيء لكل نساء مصر وليس الصحفيات فحسب، خاصة وأن بطلة الفيلم تظهر بملابس ساخنة وتقوم بإيحاءات جنسية صريحة غير مقبولة- على حد تعبيرهم- .
ووصفت إحدى الصحفيات الفيلم قائلة ” إذا كان برومو الفيلم بهذا الإسفاف فكيف سيكون محتوى الفيلم نفسه، نحن لسنا راقصات ولا نحقر من مهنة الرقص ولكنها ليست مهنتنا”.
كما قرر فريق آخر من الصحفيين إعداد مذكرة وإرسالها لمجلس الشعب عن طريق نقابة الصحفيين يعلنون فيها رفضهم لاهانة صحفيي مصر، والمطالبة بوقف عرض الفيلم ومقاضاة موزعه محمد حسن رمزي فى حال عرض الفيلم بدور السينما التابعة له وتقديم استجواب عاجل في مجلس الشعب لوزير الثقافة لاستبيان موقفه من عرض الفيلم.
ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس مُقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين في اتصال هاتفي لـ”البديــل” أن مجلس النقابة سيعقد اجتماعا الثلاثاء القادم، لمناقشة موقف النقابة حول أزمة فيلم، موضحا أن مجلس إدارة النقابة يدرس حالياً رفع دعوى قضائية ضد جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية، لكونها الجهة المُوكلة بمنح تصاريح عرض الافلام، بالاضافة إلى تقديم بلاغ إلي النائب العام ضد الرقابة في حال عرض الفيلم.
ومن جهته قال د. سيد خطاب رئيس جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية أنه عقد اجتماع مع عدد من الصحفيين من جريدة روز اليوسف، لإقناعهم بتأجيل رفع الدعوي القضائية حتي يشاهدوا الفيلم، معتبرا أن الفيلم لا يمثل كل الصحفيين وأن الدراما تتعامل مع الاستثناء.
وأكد د. شاكر عبد الحميد وزير الثقافة في تصريح خاص لـ”البديــل” أنه غير مسئول عن إجازة أو منع عرض أي فيلم، وإنما هي مسئولية جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية قائلا:”هو كل حاجه تحصل .. تحطوا الوزارة في وش المدفع”.
وحول موقف نقابة المهن التمثيلية من الفيلم، صرح الفنان سامح الصريطي وكيل النقابة أنه ضد اهانة أي مهنة، مضيفا أنه من حق الصحفيين الدفاع عن هويتهم ولكن هناك أحداث أهم تفرض نفسها علي الساحة، فنحن نسعي إلي اصلاح البلاد، وعندما يتوفر لدينا وقت نتوجه إلي قضايا أخري بصرف النظر عن أهميتها.
وأكد الصريطي أنه متضامن مع الصحفيين ولكن في مواقف تليق بهم، مشيرا إلى أن الدعوى القضائية إذا رفعت قبل عرض الفيلم ستكون بمثابة دعاية له، كما يحدث في أفلام المهرجانات.
فيما صرح سيد فؤاد رئيس شعبة السيناريو في نقابة المهن السينمائية، أن النقابة تؤيد حرية الابداع ولكنها ترفض الاهانة لمهنة بعينها، وأنها لا تستطيع تحديد موقفها من مجرد اعلان للفيلم، ولكنها ستنتظر لحين عرض الفيلم ومشاهدته.
فى الوقت الذى قال فيه الناقد الفنى طارق الشناوى أن الصحافة مثلها مثل أى مهنة آخرى, يوجد فيها بعض الانحراف فجميع المهن مُعرضة لوجود نماذج سلبية فيها، مؤكدا أن الصحافة يجب عليها حماية الحريات التي تطالب هي بها حتى لا تفقد مصداقيتها.
وأضاف الشناوى: عند عرض فيلم “عمارة يعقوبيان” تقدم بعض الصحفيين برفع دعوى قضائية لمنع عرض الفيلم لمجرد أن الفيلم يتحدث عن رئيس تحرير شاذ، لافتا إلى أنه يوجد رئيس تحرير يبيع نفسه وأيضا رئيس تحرير قواد ورئيس تحرير مزيف، فهم في النهاية نماذج موجودة في المجتمع في مختلف المهن.
وفى المقابل، قال المنتج والموزع محمد حسن رمزي لـ”البديــل”، إنه في حالة رفع دعوي قضائية علي الشركة الموزعة للفيلم، سوف أقوم برفع دعوى تعويض ورد شرف قيمتها مليون دولار، وإذا كان الفيلم يضم مشاهد جنسية صريحة أو ألفاظ نابية تشوه مهنة الصحافة والعاملين بها لما وافقت الرقابة علي عرض الفيلم.
وتابع: ” أنا موزع للفيلم فقط ولست منتجه.. والشركة قررت عرض الفيلم في دور العرض في الحادي عشر من مارس الجاري بـ 20 نسخة عرض “.
ومن جانبها، قالت المنتجة والممثلة سما المصري بطلة الفيلم في تصريح خاص لـ”البديــل”، أن هناك حملة كبيرة تستهدفها هي والفيلم من جهة لا تعلم هدفها من تشويه الفيلم، قائلة : هناك نماذج عديدة من مختلف المهن فاسدة ليس فقط في مهنة الصحافة، وأنا أعرض نماذج حقيقية موجودة في الواقع.
وأضافت: “من يريد أن يرفع ضدي قضية فليرفعها، ولكن كيف يحق لأي جهة رفع دعوي ضد الفيلم قبل مشاهدته”.
جدير بالذكر أن الفيلم من تأليف وانتاج وبطولة المطربة سما المصري ومن إخراج جمعة بدران.. وتدور فكرة الفيلم حول تحول إحدي الصحفيات من العمل بالصحافة إلى العمل كراقصة في أحد الملاهي الليلية