أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصحابي الجليل وبر بن يحنس الخزاعي رضي الله عنه والياً على صنعاء في السنة السادسة للهجرة وأمره بأن يدعو أهلها إلى الإسلام وأن يبني لهم مسجدا في بستان (باذان) عند الصخرة التي في أصل قصر غمدان وأن يجعل قبلته إلى جبل معروف باسم جبل (ضين).
فعن وبر بن يحنس الخزاعي رضي الله عنه : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "إذا بنيت مسجد صنعاء فاجعله عن يمين جبل يقال له ضين" أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 1/253 برقم83.وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
قال الحافظ الرازي في كتابه "تاريخ صنعاء" إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما أرسل وبر بن يحنس إلى صنعاء في العام السادس الهجري قال له : "مرهم ببناء مسجد لهم في بستان باذان من الصخرة التي في أصل غمدان، واستقبل به الجبل الذي يقال له ضين".
وهاتان الروايتان تفيدان أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حدد للصحابي وبر بن يحنس رضي الله عنه الموضع الذي يبني فيه المسجد بقوله: "واستقبل به الجبل الذي يقال له ضين":
ومن خلال تسخير العلم الحديث يتبين دقة ما أمر به رسول الله صلى الله وعلى آله وسلم مما يزيدنا يقيناً وإيماناً بصدق الرسول الأمي وأنه لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وكذلك دقة ما نقل إلينا عبر القرون وما بذله علماء الحديث الكرام من جهد لنقل السنة كما سمعوها حتى وصلت إلينا اليوم.
ومعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يعرف صنعاء ولا جبل ضين ولم يشاهدهما في حياته الشريفة أبداً.
يقع على بعد 30 كم تقريبا من صنعاء في اليمن اتخذه سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام دلالة لجهة القبلة يدل بها المسلمين الجدد على زاوية الميل لمسجد صنعاء الجديد ليكون اتجاهه دالاً وبدقة على الكعبة الشريفة قبلة المسلمين.
اشتهر هذا الجبل لأن في قصته مفارقة عجيبة على إعجاز سيد الخلق بوحي من الله تعالى حيث كشفت الأبحاث على أحدث الأجهزة في قياس ارتفاعات الجبال وزوايا ميلها لتحديد موقع معين أن جبل ضين هو إشارة دقيقة للدلالة على اتجاه القبلة كما حددها سيد الخلق تماما وبدقة والأعجب من ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدد الجبل كقبلة لمسجد صنعاء وهو في مكة دون أن يغادرها، صلى الله عليك يا رسول الله.