مع ان نبأ تشييع عناصر من حزب الله يسقطون في سوريا في شكل دوري فقد الكثير من وهجه، بعدما كانت صور الجنازات الاولى للمجاهدين تصدرت الصفحات الاولى في الصحف، الا ان تراجع الاهتمام الاعلامي لا يعكس بالضرورة واقع الحال وخصوصا على المستوى الاهلي والقيادي الحزبي حيث بدأت ملامح تململ من ارسال ابناء البلدات اللبنانية الى سوريا لحماية ابناء البلدات الشيعية وعدم تدنيس المقامات الدينية تلوح على اكثر من مستوى وتشكل محور المناقشات في الصالونات المغلقة ومكاتب دوائر القرار الحزبي.
ولعل ارتفاع الكلفة البشرية لتورط الحزب في الصراع السوري الداخلي دفاعا عن نظام الرئيس بشار الاسد غير المعروف مصيره كما الاتجاهات التي سيسلكها الوضع السوري، بحسب ما تعتبر مصادر في قوى 14 آذار يرفع مستوى القلق الشعبي والحزبي من الانغماس في التورط في الحالة السورية خصوصا ان العنصر الطائفي يلعب دورا رئيسا في الازمة السورية يخشى انسحابه على الداخل اللبناني الشديد الحساسية في هذه المرحلة.
وفي وقت يتبادل فيه الفرقاء اللبنانيون التهم حول مدى التدخل في ما يجري في الداخل السوري، قالت المصادر ان الاسابيع الاخيرة شهدت تورطا عسكريا متزايدا لحزب الله في النزاع السوري خصوصا في منطقة القصير في جنوب غرب حمص. وكذلك في المناطق الواقعة شرق هذه المدينة على ضفاف نهر العاصي.
واضافت: ان وحدات من الحزب تنتشر حاليا على نقاط محورية في طريق بيروت – دمشق ودمشق – حمص. كما ان عناصر منها تواصل توفير الحماية لعدد من القرى الشيعية في داخل الاراضي السورية اضافة الى المواقع الرئيسية وتأمين الامن في "مقام السيدة زينب" احد المزارات الرئيسية للشيعة الواقعة جنوب العاصمة دمشق.
ولفتت المصادر الى ان التكتم الشديد الذي يحيط به الحزب عدد قتلاه في النزاع الدائر في سوريا يقف عند عتبة الغياب الطويل وغير المبرر لمجموعة كبيرة من مقاتلي الحزب عن مسقط رأسهم في عدد من البلدات الجنوبية ولا سيما في ميس الجبل والجوار بما حمل قيادة الحزب على الاعتراف اخيرا، بمقتل احد الكوادر خلال ادائه الواجب، وقد هو شيع في مسقط رأسه في النصف الثاني من شهر آذار المنصرم.
وتحدثت عن ان قياديا آخر في الحزب لقي حتفه في انفجار سيارة مفخخة في حي "ركن الدين" في العاصمة دمشق في عملية نفذتها عناصر من جبهة النصرة الاسلامية التي تنشط على الاراضي السورية باعداد متزايدة وبات يحسب لها حساب سواء من قوات النظام او المعارضة.
وتابعت الاوساط: الواضح ان الخسائر البشرية التي يتم التكتم عنها وتقام الذكرى لغيابها كل اسبوع على امتداد المناطق في محافظتي الجنوب والبقاع، اثارت حالة من التململ في اوساط قيادة الحزب خصوصا بعد تزايد حالات الرفض من قبل المقاتلين بالتوجه للقتال في سوريا.