لم يدر في خلد الفتى مروان الذي مازال في سن الـ13 أن المدرسة التي يتعلم فيها، ويتلقى صنوف المعرفة بها ستتحول بالنسبة إليه إلى كابوس مرعب سيلازمه وأسرته مدى الحياة.
تفاصيل ما حدث تنظرها محاكم دبي، فقد تعرض الفتى للاغتصاب على يد اثنين من زملائه الذين يكبرونه بثلاث سنوات، فيما تحرش به خمسة دون أن يتمكنوا من الاعتداء عليه بشكل كامل.
مكان الواقعة مدرسة حكومية في دبي، يسرد الفتى الصغير تفاصيل ما أسماه اليوم الأسود حيث التهديد بسلاح أبيض كان أسلوبهم في التعامل معه يوم الواقعة، وقال: «كنت موجوداً عند موقف الحافلات المدرسية عندما جاءني اثنان من زملائي، وقاما بأخذي خلف الموقف وتهديدي بالسلاح، حيث تعمّد الأول رفع (الكندورة) التي أرتديها واعتدى عليّ وأفرغ شهوته بالكامل، ثم كررها زميله الثاني. كنت في حالة بكاء وأتوسل إليهما بألا يفعلا بي ذلك لكنهما قاما بضربي وتهديدي وكتم صوتي».
ضرب وتسجيل
يتابع مروان بحسب مجلة سيدتي : «ما جعلني أبوح بالمستور هو قدوم 4 من أصدقاء من اعتدوا عليّ وهددوني، وأرغموني أيضاً على مسك أماكنهم الحساسة، والقيام بحركات مشينة، كنت أبكي، وكان بيد أحدهم سكين صغيرة يجرح يدي إن لم أفعل ما يطلبه مني، عندها توجهت إلى مدير المدرسة وأخبرته بكل ما حدث واتصل بوالدي».
ويضيف مروان: لا أعرف هؤلاء الأشخاص، وهم ليسوا سوى زملاء في المدرسة، وأعمارهم جميعاً بين 13-15 لكن من اعتدى علي في البداية كان قوي البنية، وطويلاً، وأمسك بي يوم الحادثة وضربني بشدة.
المشكلة التي عصفت بمروان أن الأولاد لم يكتفوا باستغلاله جنسياً، وإنما قاموا بتسجيل مشهد على الهاتف وتناقلوه فيما بينهم وفيه يظهر وهو يقوم بأعمال مخجلة مع الطلبة المتهمين.
يطالبون بمنهج
المشهد يعكس حالة حزن شديدة على محيا الفتى، ويبدو فيه أنه مجبر على ما يقوم به، وأنه غير سعيد أو راض بما يفعله، الأساتذة شهدوا أن الضحية طالب مهذب ومجتهد.
وعندها أخطر مدير المدرسة النيابة بأن الطالب مروان جاء إليه شاكيا بما حدث، وأن الطلبة هتكوا عرضه بالإكراه خلف موقف الحافلات المدرسية، وآخرون أجبروه على العبث بشكل مخجل.
الواقعة في انتظار البت فيها. وبلا شك فإن القانون سيأخذ مجراه خاصة أن القرائن موجودة ومثبتة، ولكن من سيعالج نفسية مروان وما تعرض له من أذى وإرهاب وانتهاك، من يلام على مثل هذه السلوكيات المقززة التي بدأت تأخذ طريقها في مجتمعاتنا، ولم تسلم منها حتى أماكن التعليم والعبادة؟
دون رقيب!
أغلب أولياء الأمور لم يجدوا عبارة تقال، أو تخفف من مصاب الفتى وأهله، لكنهم شعروا بالرعب، وهذا ما عبر عنه علي الحسيني، ولي أمر 4 طلاب، الذي يجد أن مستوى المدارس التعليمي جيد، ولكن هناك خللاً وضعفاً ملحوظاً في مستوى التربية، وغرس القيم، وعلى الإدارات المدرسية أن تنتبه لمثل هذه السلوكيات التي تهدد مجتمعنا، وتعمل على اجتثاثها.
فيما الطالب محمود عبدالرحيم من مدرسة المزايا في الشارقة وهو في الصف الحادي عشر أوصى من يشعرون بالخطر بأن يظهروا شراستهم؛ حتى لا يقعوا فريسة تهديد بعض الطلبة «الشاذين جنسياً» وتابع: «نجرب أحياناً تصريحاً وتلميحاً بأن نقوم بممارسات شاذة، ومن يوافق دائماً هم ضعاف الشخصية».
ولا يختلف معه في الرأي زميله علي أحمد في الصف العاشر، الذي يرى أن الرقابة ضعيفة في المدارس؛ ما يجعل أصحاب الصفات الشاذة مطمئنين لما يقومون به.
فيما يعترف حمد، طالب إماراتي اعتذر عن عدم كشف اسمه الثاني، بأنهم في المدرسة يعانون ممن هم أكبر منهم حجماً وسناً، يتابع: «نتعرض لمضايقات، وتحرشات لفظية، وحتى باليد لكن بعض الطلبة يخافون -تحت وقع التهديد- من الإبلاغ عن مثل هذه الوقائع، وأنا شخصياً حدث معي أكثر من مرة أن تهجم عليّ طلاب أكبر مني بالألفاظ البذيئة».
شبه عراة
وتابعت «سيدتي» التي نقلت التحقيق وجهة نظر الموجهة التربوية والخبيرة الأسرية في محاكم دبي وداد لوتاه، في هذه القضية، والتي ترى أن العديد من طلاب المرحلة التأسيسية، وتحديداً بعمر الـ12 يتحرشون بالطلاب الأصغر سنًا، من خلال الإغراءات المالية، أو التهديد بالضرب، والمشكلة أن الطلاب لا يبلغون آباءهم بموضوع التحرش؛ بسبب تهديد الطلاب الفاعلين لهم بالضرب.
وتابعت: «بعض طلاب المدارس المنحرفين يتعمدون تصوير الطلاب الصغار شبه عراة بهواتفهم المتحركة، ومن موقع عملي لا أنكر أن الظاهرة موجودة في العديد من المدارس؛ ما يجعل تثقيف الطلبة مهماً للغاية، ويجب تعليم الطلاب من الصف الأول وحتى الصف السادس ثقافة «التصرفات العيب» ، وتعليمهم التصرفات الصحيحة وغير الصحيحة، وذلك ضمن منهج ديني تربوي مدروس، والتحدث إلى الطلاب بأنه يجب عليهم تقديم شكوى إلى مدير المدرسة، أو إلى الأب في حال تعرضوا للتحرش من قبل الآخرين».
وحملت لوتاه الأسر مسؤولية انحراف أبنائهم موضحة أن الكثير من العائلات لا يهتمون بطريقة ملابس أبنائهم الشاذة وسلوكياتهم الغريبة.
مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، العميد خليل إبراهيم المنصوري، قال إن الإدارة خصصت لديهم خطًا ساخنًا للإبلاغ عن جرائم الأطفال، وتابع: «تم تعيين خبراء متخصصين بكل اللغات المستخدمة في الإمارات لتلقي هذه البلاغات، مع مراعاة العامل النفسي للأسرة، والالتزام بالسرية المطلقة في التعامل مع المعلومات. وقد طالبنا بتوفير كاميرات مراقبة في الحافلات المدرسية والعامة؛ حتى يدرك هؤلاء المهووسون بأنهم دائماً تحت المراقبة، ويرتدعوا عن تصرفاتهم، كما أن تعامل شرطة دبي مع بلاغات الاعتداء، أو التحرش بالأطفال يكون مختلفاً في جميع مراحلها، إذ لا يتم استدعاء الطفل إلى المركز أو الإدارة إطلاقاً، بل ترسل إلى منزله ضباطاً متخصصين، فضلاً عن خبراء الأدلة الجنائية والطب الشرعي؛ حتى لا ينزعج أو تتأثر نفسيته».
فيس بوك
جاءه اثنان من زملائه، وقاما بأخذه خلف الموقف وتهديده بالسلاح، حيث تعمّد الأول رفع (الكندورة) التي يرتديها واعتدى عليّ وأفرغ شهوته بالكامل، ثم كررها زميله الثاني، تابعوا هنا الطلاب الـ 7 الذين اعتدوا على زميلهم.