على مدى ما يقارب أربعة عقود عاش الملك الحسن الثاني محاطا بالكثير من الأحباب والأعداء، النفاذ إلى قلب الملك الراحل من خلال علاقاته ببعض الشخصيات، هو ملف العدد الجديد من "مجلة هسبريس"، والذي أعده سكرتير تحرير المجلة، محمد أحمد عدة. فقد ظلت مشاعر الملوك دائما ذلك الغامض المتخفي بعناية وحرص شديد وراء الرفعة والإباء والجلالة، لا يجوز للملك أن يفصح عن مشاعره كيفما كان نوعها، هذا الدرس يتلقاه ولاة العهد أثناء إعدادهم ليصبحوا ملوكا وسلاطين، إذ يجب على الملك بصفته رجل دولة أن يتحلى بالموضوعية اللازمة لكي لا يختلط تعامله مع شخص ما بحبه أو بغضه له أو حتى عدم الارتياح إليه. داخل قلب الحسن الثاني تصوغ "هسبريس" حكايات اشخاص لم يحبهم الملك.
وانطلقت منذ الساعات الأولى لصباح الخميس 28 فبراير 2013 عملية توزيع العدد التاسع لـ"مجلة هسبريس"، والذي من المتوقع أن يكون في أكشاك مدن الرباط والدار البيضاء والنواحي، بعد زوال هذا اليوم، على أساس أن يكون عند باعة الصحف في كل ربوع المملكة ابتداء من يوم غد الجمعة 01 مارس 2013.
في العدد التاسع لـ"مجلة هسبريس"، أيضا، بورتريه قوي ومتميز أعده الزميل عماد استيتو بعنوان "بنعيسى آيت الجيد.. الاغتيال المتكرر". عشرون سنة مضت، وبينما يستعد "الرفاق" بعد أيام لتخليد ذكرى روحه كقائد للفكر اليساري داخل الجامعات المغربية، يحلق شبح مخيف في الأرجاء، شبح لعبة السياسة في هذا الزمن الذي جعل بنعيسى آيت الجيد يتململ في قبره فزعا من الصراخ باسم من تفرق دمه بين قبائل متناحرة لم يعنها أمره أبدا. فيما تتهم عائلة بنعيسى، بطريقة غير مباشرة، القيادي في حزب العدالة والتنمية، عبد العالي حمي الدين، بالمساهمة في جريمة الاغتيال السياسي، فكيف تحول شهيد اليسار المغربي في سنوات التسعينات إلى مركز للصراع السياسي الحامي الوطيس بين حزب يقود الحكومة وآخر في المعارضة البرلمانية؟ هل تحولت قضية الشهيد إلى حق يراد به باطل؟ مجلة هسبريس تعيد تركيب الحكاية من جديد.
تجدون في هذا العدد أيضا ريبورتاجا مثيرا، من إعداد الزميل خالد ماهر، والذي انتقل إلى منطقة إمليل ليحل ضيفا على مقام صاحب النيافة، الجني شمهروش، الذي يسود الاعتقاد بأنه هو قاضي قضاة الجن، والذي تفك عنده العقد ويتداول في بلاطه "حكماء" حول قضايا إنسيين تلبست بهم المخلوقات النارية.
من جهة أخرى، يضم هذا العدد تحليلا لتفاصيل نتائج الاستطلاع الذي أجرته جريدة "هسبريس" الإلكترونية الأسبوع الماضي حول: "هل تعتقد أن التعليم الخصوصي أفضل من التعليم العمومي؟"، إذ صوت 53 في المائة من المشاركين بـ"نعم"، مقابل 43 في المائة التي أجابت بـ"نعم"، وشارك في الاستطلاع أكثر من 30 ألف مغربي، وعلق على هذه النتائج في المجلة كل من رئيس اتحاد التعليم والتكوين الحر بالمغرب، عبد الله خميس، وعلال بلعربي كاتب عام النقابة الوطنية للتعليم، ومحمد كنوش، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب.
فيما خصص الزميل إسماعيل بلاوعلي تحليله السياسي لهذا الأسبوع لمتابعة تطورات المخطط التشريعي تحت عنون "شوط ثالث لكتابة الدستور" فبعد الشوطين الأولين لصياغة دستور 2011 من خلال اللجنة الاستشارية ثم الآلية السياسية، يباشر حزب العدالة والتنمية وحلفاؤه في الحكومة الشوط الثالث في هذه العملية من خلال القوانين المكلملة للدستور. شوط يرتقب أن تحسمه معركة تأويل الدستور.
في العدد التاسع أيضا لـ"مجلة هسبريس" الأعمدة الصحافية لكل من: فؤاد مدني، أحمد المرزوقي، نبيل ادريوش، وداد بنموسى ومحمد الراجي، وصفحة الكاريكاتير التي خصها الفنان خالد كدار للظهور الإعلامي الأخير لرئيس الحكومة على قناة "تيفي5" بالإضافة إلى صفحة بريد القراء، والتي استقيناها من تعليقاتكم، أنتم قراء جريدة "هسبريس" الإلكترونية، على غلاف العدد التاسع والذي نشرنا صورته وملخصه الأسبوع الماضي.
ملحوظة: جزء من تعليقاتكم على هذا المقال سوف ينشر في العدد العاشر لـ"مجلة هسبريس"، لا تخطوا كلمات كثيرة لكي يكون بإمكاننا إدراج أكبر عدد من التعليقات في المجلة.