وزع ناشطون سوريون معارضون شريطا على موقع يوتيوب يظهر فيه ياسين بقوش مقتولا، وقال الناشطون في المقطع انه سقط بنيران القوات النظامية في حي العسالي الدمشقي الذي يشهد اشتباكات منذ اسابيع.
وسبق للفنان أن ظهر بسيارته، في شريط فيديو آخر منذ بضعة أسابيع وزعه ناشطون معارضون، عابرا احد حواجز المعارضين المسلحين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، مؤكدا أنه ما زال يسكن في ذلك الحي الذي هاجر معظم سكانه آنذاك بسبب الاشتباكات.
يشكل الممثل السوري ياسين بقوش علامة بارزة في تاريخ الحقبة الكوميدية السورية الذهبية، والتي انتعشت في ستينيات القرن الفائت فقدمت للعالم العربي مجموعة من الأنماط التمثيلية لم تتكرر، بل واستطاعت العيش في وجدان الناس إلى الآن بأسماء الشخصيات التي قدمتها في ذلك الوقت.
واللافت أن كل تلك الأنماط قدمت كمجموعة واحدة في عدد قليل من الأعمال أيام الأبيض والأسود. ومن أشهرها نموذج غوار الطوشة، وحسني البورظان، وبدري أبو كلبشة، وفطوم حيص بيص، وأبو صياح، وسواهم.
ومن بين أبرز هذه الأنماط التمثيلية حفظ الناس شخصية ياسين بقوش، وقد تفرد الرجل دون الآخرين بأنه ظهر باسمه الحقيقي ضمن المسلسلات التي قدمها، وبالتالي عرفه الناس باسمه، أو باسم "ياسينو" تحببا.
عرف ياسين منذ انطلاقة التلفزيون الرسمي السوري في ستينات القرن الماضي، وخصوصا في المسلسلات الكوميدية، واشتهر بشخصة النادل في المقهى، البسيط والطيب، وكان غالبا ضحية لشرور ومقالب شخصيات أخرى، كان عليه أن يتحمل صفعات "القبضاي" أبو عنتر (الشخصية المشهورة التي أداها الفنان الراحل ناجي جبر)، ومقالب غوار الطوشة (التي أداها الفنان دريد لحام).
لكن الأهم هو علاقته مع صاحبة الأوتيل الذي كان يعمل به، وهو أوتيل "صح النوم" والذي كان اسما لأحد أبرز المسلسلات المطبوعة في وجدان السوريين والعرب.
صاحبة الفندق هي فطوم حيص بيص (الفنانة نجاح حفيظ) وهي سيدة متسلطة بحكم أنها مالكة للفندق، وكانت محل نزاع عاطفي بين غوار الطوشة زميل ياسين في العمل في الفندق، وحسني البورظان الصحافي المغمور المقيم فيه، وينتهي هذا النزاع لا لمصلحة هذا ولا لذاك، بل بفوز ياسين بقلب "معلمته" على حين غرة.
منذ ذلك الوقت لم يستطع الفنان بقوش أن يخرج من صورته في تلك المسلسلات. فقدم "ياسين تورز"، و"ياسين في المطبخ" وربما حرمه تقيده بشخصية ياسينو، من فرصة الظهور في أعمال تلفزيونية أخرى كثيرة.
وقال كاتب السيناريو السوري عبدالمجيد حيدر لوكالة فرانس برس "طبعا انا من جيل شاهد ياسين بقوش في المسرح القومي وعرف جيدا قدراته، لم يكن هذا النمط الذي قدمه محدودا وسهلا كما قد يعتقد البعض".
وأضاف "إنه في حمله لكل هذه الطيبة والسذاجة وتحمله لغوار الطوشة ومشاكله واستمراره على حبه له، بل وفي حبه لكل من حوله رغم ما بينهم من تناقضات وخلافات، يحمل روح التآخي والحب الخالص".
وياسين بقوش هو من مواليد دمشق العام 1938 ويتحدر من أصل ليبي، وقال في إحدى مقابلاته انه نفسه عرف ذلك بعدما اشتهر ممثلا، فتعرف عليه أقاربه الليبيون.