عندما ظهر نجم هجوم فريق باريس سان جيرمان الفرنسي زلاتان إبراهيموفيتش وهو يرتدي ملابس داخلية تحت الشورت والفانلة تشبه تماما المايوه البيكيني النسائي (قطعتين منفصلتين) في مباراة فريقه الودية أمام ريال مدريد الإسباني, في إطار استعداد الفريقين للموسم الجديد, تعرض إبراهيموفيتش لسيل من السخرية من قبل عدد من المتصفحين لمواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت, خاصة "فيس بوك" و"تويتر", ولكن شلالات السخرية تراجعت كثيرا عندما تبين أن البيكيني الذي إرتداه إبراهيموفيتش أمام ريال مدريد في المباراة التي أقيمت الأسبوع الماضي في مدينة جوتبورج السويدية ما هو إلا جهاز طبي يرتديه جميع لاعبي باريس سان جيرمان مثل العديد من الفرق الأوروبية الكبرى خاصة خلال التدريبات والمباريات الودية وأحيانا خلال المباريات الرسمية.
كانت الجماهير قد فوجئت بإبراهيموفيتش وهو ينزل أرض الملعب للتسخين قبل انطلاق مباراة باريس سان جيرمان وريال مدريد وهو يرتدي بكيني أسود قبل أن يبدأ في تغطيته بفانلة وشورت فريق باريس سان جيرمان, الأمر الذي أثار دهشة الجميع سواء الجالسين في المدرجات أو أمام شاشات التلفزيون.
ولكن لماذا حرص إبراهيموفيتش على الكشف عن هذا الجهاز الذي يرتدى تحت الشورت والفانلة دونا عن غيره من جميع لاعبي باريس سان جيرمان وحتى دونا عن لاعبي ريال مدريد الذين يرتدون هم أيضا نفس الجهاز رغم تقارب شكله مع شكل البكيني الحريمي, وقد كان هذا التساؤل هو مسار استغراب من جانب محبي إبراهيموفيتش على وجه الخصوص نظرا لما يحمله ارتداء مثل هذا الملبس النسائي من احتمالات قوية للتهكم والسخرية, خاصة وأن إبراهيموفيتش رغم طوله الفارع (95ر1 متر) وتكوينه البدني القوي وملامحه الرجولية إلا أن شعره الطويل وتشابه طريقة تعامل إبراهيموفيتش مع شعره مع طريقة النساء.
ولم تكشف شركة " جي ب أس سبورت" العالمية صانعة الجهاز والمختصة في الإحصائيات الرقمية عن المقابل المادي الذي تقاضاه إبراهيموفيتش نظير الترويج لهذا الجهاز, غير أن بعض وسائل الإعلام الفرنسية قدرت المقابل بنحو ربع مليون يورو, ولا يرجع اختيار الشركة لإبراهيموفيتش لنجوميته وحبه للمال فحسب, ولكن إلى العلاقة القوية التي كانت تربطه بصاحب فكرة تصنيع هذا الجهاز وهو المسئول السابق للتغذية والإعداد البدني لباريس سان جيرمان نايك برود الذي لقي حتفه العام الماضي في حادث سيارة بفرنسا.
المعروف أن إبراهيموفيتش يعشق المال فهو رغم أنه يترأس قائمة اللاعبين الأعلى راتبا في فرنسا بـ 15 مليون يورو في العام (140 مليون جنيه تقريبا), إلا أنه أصر على زيادة راتبه إلى 17 مليون يورو رغم تحفظ جهاز قطر للاستثمار (مالك نادي باريس سان جيرمان) في بداية الأمر تفاديا للغيرة بين اللاعبين.
وتتسلح حمالة الصدر التي ارتداها إبراهيموفيتش بمجموعة من الأجهزة الطبية صغيرة الحجم حفيفة الوزن لعدم إعاقة حركة اللاعبين أثناء التمرين والمباريات, لكنها في نفس الوقت فائقة التطور قادرة على رصد معدل ضربات القلب وعدد الكيلومترات التي يجريها اللاعب ومتوسط سرعته ومعدلات الضغط ونسبة السكر في الدم, فضلا عن معرفة كميات المياه والأملاح التي يفقدها اللاعب خلال التمرين والمباريات.
وتستهدف هذه المعلومات الطبية تحسين أداء اللاعب البدني وتفادي وقوعه فريسة الإصابات خلال فترة الإعداد, فضلا عن استباق توقع إمكانية وفاة اللاعب بالموت المفاجيء, خاصة بعد أن تزايدت حالات الموت المفاجيء لدى الرياضيين بشكل عام ولاعبي كرة القدم بشكل خاص, لا سيما خلال السنوات الأخيرة بعد أن أصبح لاعب كرة القدم يجري ما يقرب من 12 كيلومترا خلال التسعين دقيقة بسرعات عالية في معظم فترات المباراة.
وتبلغ قيمة هذا الجهاز المثير للجدل نحو 2000 يورو (18 ألف جنيه تقريبا), ورغم أن هذا الجهاز لم يحصل بعد على تصريح بارتدائه من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا), إلا أن العديد من اللاعبين أصبحوا يرتدونه بشكل غير شرعي في بعض المباريات الرسمية بناء على تعلميات من طبيب الفريق أو مسئول التغذية و الإعداد البدني, خاصة وأنه لا يعرض سلامة اللاعبين المنافسين للخطر في حال الإرتطام به.
وتأمل شركة (جي بي إس سبورت) - على موقعها على شبكة الإنترنت - أن يتم الحصول على تصريح من الفيفا بارتداء هذا الجهاز في المباريات الرسمية نظرا لأهميته في مجال تحديد القدرات البدنية للاعب كرة القدم, وتعترف الشركة بأنها ستجد مع ذلك صعوبة بالغة في العثور على لاعبين يقبلون الترويج لهذا الجهاز في الدول المتحفظة, لا سيما في الدول الإسلامية ودول أمريكا الجنوبية المسيحية المحافظة, غير أنها ترى أنه لابد وأن تعثر في نهاية المطاف على اللاعبين الملائمين لعمل الدعاية لهذا البكيني الطبي بعد أن تنجح في إقناعهم بأهميته لصحة الرياضي ومن يمارسون الرياضة أيضا من الهواة.
ولكن هل يمكن مثلا أن يرتدي "أبوتريكة على سبيل المثال مثل هذا الجهاز أمام شاشات التلفزيون مثلما فعل إبراهيموفيتش للمساهمة في تحسين الأداء البدني للاعبين المصريين وحفاظا على حياتهم من الموت المفاجيء, خاصة وأن مدافع أيسر النادي الأهلي ومنتخب مصر محمد عبدالوهاب راح ضحية الموت المفاجيء في أوج تألقه? تساؤل لن يستطيع أن يرد عليه أحد سوى أبوتريكة نفسه.