اسوأ مكان تعيش فيه المرأة بالعالم .. افغانستان مقبرة النساء





 




آثار فيديو بثه موقع يوتيوب يصور لحظات مقتل شابة أفغانية ، رميا بالرصاص وسط هتافات “الله أكبر”على يد أبناء قريتها بعد اتهامها بالزنا ردود فعل دولية غاضبة ، وأدان البيت الأبيض فى بيان له إعدام الشابة نجيبة البالغة من العمر 22 عاماً بثلاث رصاصات بدون محاكمة مدنية عادلة وفق المعايير الديمقراطية .

وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس الاميركي باراك اوباما “عندما كانت طالبان في السلطة كانت حقوق النساء مهملة ومنتهكة ومستباحة ، هذه الجريمة التي ارتكبت بدم بارد هي تذكير للافغان والمجتمع الدولي بوحشية طالبان”.

كما شدد البيان على إعدام نجيبة أعاد للأذهان تعصب طالبان ضد النساء اللاتي حرمن من التعليم وأقصين عن الحياة العامة

افغانستان الأسوأ
وصنفت التقارير أفغانستان كأسوأ مكان تعيش فيه المرأة فى العالم ، حيث كشف للرأى النقاب شارك فيه 213 خبيرا من 5 قارات أن معدلات العنف المرتفعة ومستوى الرعاية الصحية المتردي والفقر المدقع يجعل من أفغانستان أسوأ مكان يمكن أن تعيش فيه المرأة .
الاستطلاع العالمي بني على أساس التهديدات التي تواجه المرأة من عنف أسري وتمييز اقتصادي و قتل الأجنة الإناث إلى تشويه الأعضاء والهجمات بالأحماض.

وأشارت رئيسة جماعة النساء صانعات التغيير التي تساند النساء اللواتي يعملن في خدمة المجتمعات في جميع أنحاء العالم إلى أن الحرب والصراع فضلا عن ثقافة المجتمع الأفغاني كلها تجعل من هذا البلد المكان الأكثر خطورة في العالم.

الخبراء خلال الاستطلاع صنفوا الدول في العالم على أساس التهديدات الصحية والعنف الجنسي وغير الجنسي وعوامل ثقافية أو دينية وعدم توفر الموارد والاتجار بالبشر ، وأكدوا أن التمييز في بعض الدول يشكل الخطورة نفسها التي تمثلها الأسلحة والاغتصاب في مناطق الحرب .

وبرزت أفغانستان كونها الدولة الأخطر على النساء ، والأسوأ من حيث الصحة والعنف غير الجنسي وعدم القدرة على الحصول على الموارد الاقتصادية ، فمعدلات الوفيات بين الأمهات عال جدا ومحدودية الإمكانيات لاستشارة طبيب مع انعدام الحقوق الاقتصادية .
وأوضح صندوق الأمم المتحدة للطفولة لليونيسيف أن النساء الأفغانيات يواجهن احتمال وفاة واحدة بين كل إحدى عشرة امرأة في أثناء الولادة .

اعتمد الاستطلاع في ترتيب الدول على معايير محددة، تتمثل في نسبة الخطورة في كل دولة ومستوى الرعاية الصحية ومعدل العنف وتهريب البشر ، وتم تصنيف جمهورية الكونغو الديمقراطية في المرتبة الثانية، وباكستان في المرتبة الثالثة بسبب ارتفاع معدلات القتل بدافع الشرف والزواج المبكر، بينما احتلت الهند المرتبة الرابعة نظرا لارتفاع معدلات قتل الأجنة الإناث وتهريب البشر ، في حين جاءت الصومال في المرتبة الخامسة.

المرأة تحت حكم طالبان
ومن الجدير بالذكر أن معاناة المرأة الأفغانية بدأت مع سلطة حركة طالبان فأفغانستان والتي حازت بسمعة دولية سيئة لمعاملتها للنساء، وكان هدفها المعلن “خلق بيئة آمنة للحفاظ على كرامة وطهارة النساء”.
حيث تم إرغام النساء على ارتداء البرقع أو “النقاب” لأنه ووفقا لما ذكره متحدث باسم طالبان: “وجه المرأة مصدر للفساد للرجال الذين لا يتصلون بصفة قرابه بهن ، ولم يكن مسموحا لهن بالعمل أو التعلم بعد سن الثامنة ولم يكن مسموحا لهن إلا بتعلم قراءة القرآن فقط ، لكن كانت هناك ساعيات لطلب العلم خلال مدارس غير علنية بعيد عن أعين طالبان ، تجازف فيها المعلمات بأرواحهن ويواجهن حجم الإعدام في حالة انكشاف أمرهن.
و لم يكن مسموحاً للنساء أن يتم معالجتهن من قبل أطباء ذكور، مالم يكن لديهن مرافق مِحرم ذكر، ما تسبب في عدم تلقي الكثيرات العلاج ، كما واجهن الجلد بالسياط علنا ، والإعدام العلني في حالة مخالفة قوانين طالبان.
كما شجعت طالبان زواج الفتيات القاصرات تحت سن 16 سنة، وتذكر منظمة العفو الدولية أن 80 % من الزيجات في أفغانستان كانت تتم قصرا ،و من سن الثامنة لم يكن مسموحا للنساء أن يقمن بأي اتصال مباشر مع الرجال، باستثناء أقرب الأقارب أو الزوج “محرم”، وتمثلت قيود أخرى في:
- لا ينبغي على النساء السير في الشوارع دون قريب (محرم)، ومن دون وضع البرقع أو النقاب.
- يمنع على النساء ارتداء أحذية ذات كعب عال، كما يمنع سماع الرجال خطواتهن “خشية الفتنة”.
- يمنع على النساء التحدث بصوت عال في العلن، حيث لاينبغي أن يسمع رجل غريب صوتها.
- كل نوافذ الطوابق الأرضية والطوابق الأولي في المنازل لابد أن يتم طلائها أو سترها منعا لرؤية أي امرأة من خلالها، كما تم منع ظهور النساء من شرفات منازلهن.
- تصوير النساء فوتوغرافيا أو سينمائيا كان ممنوعا، كما منع عرض صور للنساء في الصحف أو المجلات أو الكتب أو المنازل.
- تعديل أي اسم من أسماء الأماكن التي تتضمن أسماء لنساء، على سبيل المثال تم تغيير مسمى “حديقة النساء” إلى “حديقة الربيع”.
- منع ظهور أو حضور المرأة في الإذاعة والتلفزيون أو أي تجمع آخر

سقوط طالبان
وفي حين حمل سقوط نظام حكم طالبان تحولا جذرياً في حياة بعض النساء، تمثل في التحول عن الالتزام بالحجاب الإسلامي الشرعي الذي يقضي بأن تستر المسلمة كل جسمها، واعتبر هذا مؤشرا إيجابيا في نظر الغرب، فإن تغييرا بسيطا طرأ على حياة البعض الآخر من السماح للفتيات بالتعليم .
لكن بعض النساء اللاتي تربين على الأفكار التغريبية يختزلن القضية في ارتداء المرأة للحجاب، ويتخذن من ذلك دليلا على عدم التغيير وهضم ما يسمى بحقوق المرأة ، فإحدى النساء تقول إنها لا تزال تضع البرقع الذي يغطيها من رأسها إلى أخمص قدميها. وكان هذا الزى إلزاميا في أيام طالبان لمن أرادت الخروج من بيتها ، وتقول: “لم تطرأ تغييرات كبيرة على حياتي منذ رحيل طالبان.. لا أزال أضع البرقع؛ لأن الدين الإسلامي يقول إن على المرأة أن تكون مغطاة كليا، وأحيانا عندما يكون الحر قاسيا نعاني من ارتداء البرقع، لكن هذا ما ينص عليه الإسلام. وأضافت: “الرجال في عائلتنا يقولون إن على النساء أن يكن محجبات كليا”.
أما تصرفات الرجال فلم تتغير ، وكان على الدولة العمل على تحسين حقوق المرأة، ويتم استغلال المعاناة التي عاناها الأفغان لتمرير المخططات والأفكار المراد تطبيقها بشأن المرأة، في حين أن المعاناة طالت كل شيء على وجه الأرض في أفغانستان بمن فيهم الرجال والنساء والأطفال، الذين حرموا جميعا من أبسط الحقوق الإنسانية على قدم المساواة بسبب عدوان خارجي وحرب أهلية.
وكان وصول حركة طالبان إلى الحكم قد وضع حدا للحرب الأهلية بين الفصائل في العاصمة الأفغانية، وشكل أيضا بداية مرحلة من الاستقرار النسبي، إلا أن البؤس والشقاء مازال مخيما على الأفغان بمن فيهم النساء بعد عام من زوال حكم طالبان واحتلال القوات الأمريكية لأفغانستان.

عائشة قصة معاناة


 

وسرد تقرير للأمريكي أرين بيكر نشرته مجلة “تايم” الأمريكية عام 2010 ، ما تعرضت له إحدى الفتيات الأفغانيات على أيدي حركة طالبان من قبل، إذ اقتحمت عناصر حركة طالبان منزل فتاة تدعى عائشة وتبلغ من العمر 18 عاماً قبل منتصف الليل لاعتقالها بتهمة الهروب من منزل زوجها.

وعندما مثلت عائشة أمام المحكمة، بررت هروبها من منزل زوجها بأن أهله كانوا يعاملونها مثل العبيد، وأنهم كانوا ينهالون عليها بالضرب المبرح من آن لآخر، مضيفةً أن لولا هروبها للفظت أنفاسها منذ وقت طويل.

لكن رغم تبريرات عائشة ومحاولاتها الصادقة للدفاع عن نفسها، بدا القاضي، وهو زعيم محلي لحركة طالبان، غير مبالٍ ولم تتحرك مشاعره طرفة عين. وبينما تقف عائشة على منصة الاعتراف، تهجَّم عليها زوجها وما أن جذبها بعيداً عن شقيقها الذي حاول حمايتها حتى أخرج سكيناً وشرَّح أذنيها وأنفها.

هذا الحادث الذي تقشعر له الأبدان وقع منذ سنوات ، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ سنوات عديدة ، أي منذ تولي طالبان الحكم في أفغانستان ، وتمكث عائشة حالياً في ملجأ سري للنساء في كابول، ويخفق قلبها خوفاً كلما تسمع حديث المحطات الإخبارية عن دراسة الحكومة الأفغانية نوع من التسوية السياسية مع طالبان.

وحينما وقعت أنباء عن احتمالية المصالحة مع حركة طالبان عام 2010 ، بات النبأ مفجعا على أذني عائشة، قالت لامسةً وجهها المشوه “هؤلاء الأُناس هم من فعلوا بي ذلك. كيف يتصالحون معهم







Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...