ناشطات على الفايسبوك يَدعين إلى (سفور) المغربيات





 




على نهْج نظيرتهنّ التونسيات، اللواتي أنشأنَ صفحة على الموقع الاجتماعي "فايسبوك"، اخترن لها عنوان "سافرات تونسيات"، أنشأت فايسبوكيات مغربيات صفحة على نفس الموقع، تحمل عنوان "سافرات مغربيات".

ويتمثل الهدف من إنشاء هذه الصفحة، حسب ما هو مدوّن عليها، في إرساء "وعي أنثوي حديث يضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للمرأة المغربية في شتى المجالات".

وتنتقد الناشطات على الصفحة الأفكار "الذكورية" السائدة في المجتمع المغربي حول المرأة، من قبيل اعتبار المرأة "أداة" للقيام بالأعمال المنزلية والإنجاب، وكذلك نظرة الرجل إلى المرأة المغربية قبل الزواج، حيث جاء في أحد الإدراجات المنشورة على الصفحة: "معظم الرجال لديهم ماض، فلماذا يبحثون عن امرأة بلا ماض، ولماذا تريحهم إجابة المرأة عندما تقول لهم أنا بلا ماض رغم أنهم يعرفون أنها في كثير من الأحيان تكذب فقط حتى لا تخسرهم". كما انتقدن الطريقة التي يلجأ إليها بعض الرجال في البلدان الإسلامية عندما يطلقون زوجاتهم عبر رسائل هاتفية قصيرة تحمل عبارة "أنت طالق"، حيث وصفن هذا السلوك بكونه يدلّ على أن المرأة في ذهن هؤلاء الرجال "ليست سوى مجرد دابّة".

وإضافة إلى انتقاد "العقلية الذكورية" السائدة في المجتمع المغربي، والشرقي بصفة عامة، تحاول الناشطات على الصفحة عقْد مقارنة بين الرجال الغربيين ونظرائهم في الشرق، وتِعْداد الفوارق بين عقليات الرجل الشرقي ونظيره الغربي، وضربْن مثالا على ذلك بتفضيل الرئيس الأمريكي باراك أوباما لصورته رفقة زوجته ميشال على كل الصور التي التقطت له عقب انتخابه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية لولاية ثانية، ووصفت الناشطات على الصفحة تصرف أوباما بكونه يعتبر "رسالة لذكور العرب بأنّ الزوجة ليست شيئا نخجل منه، وإنما هي الجائزة الكبرى التي يجوزها أي رجل في حياته، وهي أكبر حتى من رئاسة الدولة الأعظم في العالم".
المواضيع المتعلقة بلباس المرأة أيضا حاضرة على الصفحة، من خلال معارضة لباس البرقع، حيث تمّ نشر صورتين على الصفحة، واحدة لسيدة ترتدي برقعا، والثانية لسيدة ترتدي زيّا مغربيا تقليديا، وتمّ التعليق على صورة صاحبة البرقع بعبارة "هادي أفغانية ما كانعرفهاش"، فيما كُتب تعليق على الصورة الثانية يقول "هادي أمي وأفتخر".

وتتباين تعليقات الزوار بين متفق مع ما تدعو إليه الناشطات على الصفحة من أفكار، وبين معارض لها، من الجنسين معا، فعلى الرغم من أنّ الصفحة "متخصصة" في انتقاد "العقلية الذكورية"، إلا أن عددا من الزوار الذكور يُبدون اتفاقهم مع تروّج له الصفحة من أفكار، وهناك في المقابل آخرون يعارضونها، مثل "أحمد"، الذي كتب تعليقا على الصفحة يقول فيه "هذه الصفحة لا همّ لها سوى الحديث عن البكارة والشرف والحرية الجنسية، ألا يجدر بكن مناقشة مواضيع أخرى أهم، نتفهم مطالبكن بالحرية، ولكن حدود هذه الحرية تتوقف عند حرية الآخرين، افعلن ما شئتن ببكارتكن ولكن اتركن من تريد المحافظة عليها بسلام، قضايانا أكبر بكثير، مستوانا التعليمي والمعرفي في الحضيض، نعيش ظواهر سلبية في مجتمعنا: الصحة، الإدارة، الرياضة...، إذا استطعنا ترسيخ ثقافة القراءة والبحث، سيسهل علينا تقييم أنفسنا واتخاذ القرارات التي تتماشى مع قناعاتنا في شتى المجالات




Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...