قرر الأميركي دانيال سولو (51 عاما) أن يترك كل مدخراته، التي تساوي حوالي 30 دولارا أميركيا، في غرفة هاتف عمومي، وأن يتجه الى صحراء ولاية يوتا في الولايات المتحدة ليبدأ حياة جديدة هناك. ولم يتخل عن الأموال فقط، بل استغنى عن رخصة القيادة وجواز سفره، كما غير اسمه من شيلابارغر الى سولو وهي تعني «الأرض» باللغة الإسبانية.
وتحول سولو، وفقا لما أفادت صحيفة «السفير» اللبنانية، من شخص مهووس ومختل بحسب ما يعتبره بعض الناس، إلى ملهم حقيقي لآلاف الأميركيين الذين عانوا من الانهيار الاقتصادي في العام 2008، من بينهم ناشطون في حركة «احتلوا وول ستريت»، وذلك بعدما بدأ أحد أصدقائه، ويدعى مارك صندين بتوثيق أسلوب حياته في الكهوف.
ويقول صندين: «فقدت التواصل مع دانيال لسنوات عدة، وعندما عرفت أنه تخلى عن أمواله وانتقل إلى العيش في الصحراء، اعتقدت أنه أصيب بنوع من الجنون أو الانهيار العقلي». ولطالما اعتبر سولو أن المال مجرد وهم، وعندما بدأت الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة، تأكد صندين من أن وجهة نظر زميله كانت صحيحة. وقام سولو ببناء منزل له في كهف قديم، كما صنع سريرا من الصخور. واقتات على الحيوانات البرية كالسناجب، وعلى الفاكهة الموسمية التي تنمو في الصحراء، ويبحث أحيانا عن بقايا الطعام في القمامة، ويقبل ببساطة الطعام الذي يقدمه إليه الغرباء والمارة. ويقول إن هذا أفضل له من قبول كوبونات الغذاء التي تقدمها إليه الحكومة الأميركية كإعانة بطالة.
وفي بعض الأحيان، يرغب الرحالة المتجولون في البقاء مع سولو لأيام عدة لمشاركته في حياته وكتبه وطعامه. إلى ذلك، يشير سولو إلى أن: «فلسفته تتلخص في استخدام ما يقدم له مجانا أو ما يتم التخلص منه، وما هو موجود ومتاح. لقد تم تصميم المجتمع بحيث تكون فيه جزءا من النظام الرأسمالي، بحيث تعتبر الحياة خارج هذا النظام غير مشروعة».