خبر زواجهما الشهر الماضي في ولاية كيدا في ماليزيا تصدّر عناوين الصحف المحلية والدولية مثل نيويورك تايمز وهيرالد تريبيون. ويعود سبب كل هذا الإهتمام بالعروسين محمد فهمي ونور سعد، هو عمر العريس 19 سنة والعروس 12 سنة فارتباطهما معا أدى الى ظهور عدد من جماعات حقوق الإنسان في ماليزيا التي تدعو الى فرض حظر زواج الأطفال مما أثار انزعاجهما.
وفي مقابلة عبر الهاتف دعا السيد فهمي النقاد للإهتمام بشؤونهم الخاصة وقال: “نحن لا نهتم لما يعتقده الآخرون فالزواج بالنسبة لنا هو أهم شيء للتعبير عن حبنا الحقيقي”
وأضاف فهمي، الذي يساعد أباه في ادارة شركة نقل يملكها، “الزواج المبكر يضمن أيضا عدم ارتكابي أفعال غير لائقة، وزوجتي قالت لي أنه لا يهمها شيء آخر طالما اني أحبها.”
تجدر الإشارة الى أن أي زواج قبل بلوغ السن القانوني ( 18 للرجال و16 للإناث ) يمكن أن يتم بإذن من الوالدين والمحكمة الشرعية في ماليزيا.
وكان الثنائي قد تزوج في 17 تشرين الثاني الماضي وجرى الإحتفال في منزل عائلة العريس.
بدأت قصة حب محمد ونور منذ أكثر من سنة عندما بدأ محمد بمغازلة نور التي تسكن في القرية المجاورة لتصبح بعد ذلك صديقته.
ويقول محمد: “أنا أحبها لأنها تجيد الإهتمام بمشاعري ومن أول مرة التقيت بها أدركت أنها زوجتي المستقبلية”
ولكن كان والد نور قد اعترض على الزواج في بادئ الأمر ويشرح محمد:”رفض والدها زواجي منها لأنها ما زالت صغيرة السن ولم تكمل دراستها فطلبت منه إعطاءنا المزيد من الوقت لنتعلم أن نكون ثنائيا مسلما مسؤولا”
ويقول سعد مصطفى والد العروس أن نور كانت أحيانا تفضل البقاء في بيت صديقها على العودة الى المنزل وأضاف:” من منا يريد لابنته الزواج في سن مبكرة؟ لقد سمحت لهما بالزواج فقط للحفاظ على سمعة العائلتين”
وتقول نور: ” المهم أنني حصلت على بركة والديّ ويقوم والدا زوجي بتوجيهي لأكون الزوجة المثالية لمحمد”
وكانت نور قد تركت المدرسة العام الماضي ولكنها تعتزم مواصلة تعليمها الثانوي.
انتقلت نور للعيش في منزل عائلة السيد فهمي الذي يعترف بوجود بعض التغيرات ولكن نور لا تزال الفتاة التي سرقت قلبه.
وتقول شارميلا سيكاران، رئيسة جمعية “صوت الأطفال” – جمعية حقوقية في كوالالمبور -لصحيفة نيويورك تايمز أنه ينبغي منع الزواج المبكّر فجميع البحوث أثبتت أن الأطفال في عمر 12 سنة ليسوا ناضجين بما فيه الكفاية لفهم دورهم في الزواج فكيف لهم بإنجاب الأطفال وهم أنفسهم لا يزالون أطفالا.
وتقول راتنا عثمان، المدير التنفيذي لـ “أخوات في الإسلام” – جمعية للدفاع عن حقوق النساء المسلمات في كوالالمبور – أنها أيضا تعارض الزواج في مثل هذه السن المبكّرة وعلى الحكومة رفع السن القانوني للزواج الى 18 سنة لكلا الإناث والرجال.
عثمان تعارض أيضا إعطاء المحاكم الشرعية بعض الاستثناءات للزواج المبكّر وتقول لصحيفة نيويورك تايمز: “يتم توجيه التهم إليك في حال الإغتصاب ولكن فجأة أصبح من المقبول أن تحصل على إذن من المحكمة لمعاشرة من هم في الـ 12 من عمرهم”
إن زواج الأطفال يلقى رواجا كبيرا في ولاية كيدا فتظهر الأرقام زيادة بنسبة 35 % في طلبات الزواج المبكّر بين عامي 2008 و 2010 و90 % من هذه الطلبات لإناث تحت 16 سنة.
على الصعيد العالمي، تشير الأمم المتحدة الى أن نحو 10 مليون فتاة تضطر للزواج قبل بلوغ 18 سنة.